تقدر تنكر إن فيه علاقات عاطفية بتبتدي خيوطها الأولانية عن طريق الشبكة العنكبوتية السحرية البهلوانية المسماه بالإنترنت؟.. ها؟ رد.. الاعتراف مش هيفيدك.. تقدري أيوه -إنت هناك- تقول لي مين "فوزي الشمشرجي" بتاع بحبك يا "نيمو"، (ثم سمايلز وسمايلز وشفايف كبيرة تلزق على الشاشة.. ثم أمووووه).. ثم: "بتعملي إيه عندك يا بت"!!.. "مافيش ده كرسي المكتب بيزيق يا ماما"؟!.
طيب حيث إنكم طلعتم جدعان وأنكرتم، يبقى خلاص خلينا نتفق بقى إن مشاعر ولدت من رحم الإنترنت بدوبل كليك وفيه من كليكة واحدة! حصل ده بالفعل، وموجود، ممكن يكون غير سليم.. ممكن نرفضه ونحاول نمنعه، لكنه حقيقة مرة شئنا أم أبينا.
طيب الحدوتة فين، الحدوتة باختصار، إن احنا وأصحابنا وقعنا في مشكلة الحب من خلال الإنترنت وخلينا نقول بتعبير أبلغ شوية "غرزنا فيها"، ولما بقى الموضوع حقيقي فعلا، وحصلت في أغلبه بلاوي وانهيارات نفسية وأرضية وباب فضفضة يشهد على ذلك، كان لازم نتناقش جواه، ونمشي في دهاليزه وكواليسه وكوابيسه ونبطل نمسك العصاية ونجري ورا الناس في الشوارع ونقول لهم: "اوعوا تحبوا عن طريق الإنترنت.. أحسن أبو رجل مسلوخة هيطلع لكم، والسلعوة تعضكم".
ومسبقا وقبل الدخول في أي تفاصيل لازم نوضح أننا لسنا بصدد نشر دعوة للحب عن طريق الإنترنت، فهو أمر أصلا مرفوض، ولأن الفارق بين الدعوة وبين النصيحة ومحاولة إنقاذ ومساعدة الآخرين شعرة أحد من السيف وأرفع من الإبرة، فلازم نقول مبدئيا إننا ضد قصة الحب على الإنترنت بأوهامها وأحلامها وكل ما نحاول القيام به هو مد يد العون لحماية من لا يقتنعون أصلا بفكرة رفض المجتمع لمسألة الحب من خلال الإنترنت.. باختصار هي محاولة لحماية الباقيين، أما من يقتنعون في الأساس مثلنا تماما بأن الحب من خلال الإنترنت مليء بالسلبيات الضخمة والمشاكل الكثيرة، فليبقوا على أوضاعهم كما هم.
الحب من خلال الإنترنت له أشكال مختلفة أي نعم الوسيط ثابت لكن الشكل متغير، يعني فيه الشاتينج، والإيميلات، ومواقع التعارف والجروبات والمنتديات والبلوجز وغيره.
طيب إزاي نحمي أنفسنا من هذه التجربة المحفوفة بالمخاطر للخروج بأقل الخدوش، شوف يا سيدي/سيدتي وطقطق ودانك وفتح عينيك معانا.
غاية ولا وسيلة
خالتك "أم عبده" الخاطبة.. الإنترنت سابقا!!
مبدئيا كده علشان نبقى واضحين ومانخسرش بعض مافيش حاجة اسمها حب على النت لكن فيه حاجة اسمها حب من خلال أو عبر أو عن طريق النت -شفت الفذلكة- هتقول لي وهي تفرق "على" من "عبر" أو "من خلال" هاقول لك: "آه تفرق"، لأنك لازم تتعامل معاه على إنه وسيلة ستصل بك إلى الغاية وليس العكس، يعني بالبلدي كده تعتبره زي خالتك "أم عبده" الخاطبة.. يدلك على الطرف الآخر وبس.
النقطة دي مهم جدا إنك تحطها في دماغك لأنها ستخرج بك من نطاق الدائرة المفرغة المليئة بالمشاكل والأمراض النفسية التي لا حصر لها واحتمال توصلك إلى نقطة تلاقٍ مع الطرف الآخر الذي تنوي الارتباط به.. احتمال.. هاه؟! كمان لازم تعرف إن التجربة دي بنسبة 50% ممكن تنجح و50% ممكن تفشل، ودي حقيقة واقعة لأن فيه تجارب حية قليلة أثبتت نجاح الجواز من خلال الإنترنت والعكس صحيح لكن العكس هو الأغلب.
نسيت أقول لك حاجة، الميزة بقى في الإنترنت عن خالتك "أم عبده" إنه مش هيقول لك: "إيدك على الحلاوة"، ولا هييجي يشرب معاك القهوة كل يومين.. ياريت تبقى تزود له السرعة جيجا ولا حاجة، نياهاااا نياهاااا.!!
استخدم ميل مختلف.. خليك متخفي!!
yahoo.com@حمروش الدكش طبانة
شوف يا سيدي بما إنك هتكلم طرف مجهول أكتر حاجة تعرفها عنه إنه @yahoo @msn، فلا بد من الحيطة -الحرص يعني ولا مؤاخذة-، فمثلا استخدم بريد إلكتروني مختلف عن ذلك الذي تعتمد عليه في حياتك العادية، يعني اعمل لك ميل كده سميه "زعتور الدنجلاوني"، أو "شربات الحاج عيد الجدع"، كمان احذر من الإغراق في سرد تفاصيل عن حياتك الخاصة، ولا تعطي أرقام تليفوناتك أو عنوان عملك أو منزلك، حتى لا تتعرض لمضايقات أنت في غنى عنها، والأفضل أن تؤجل قصة التفاصيل الدقيقة دي لفترة لاحقة تكون فيها قد تأكدت تماما من الطرف الآخر وهذا للأمانة صعب جدا في هذه الوسيلة المسماه بالإنترنت.
احذر من الانخداع بسرعة
خد بالك لا تطلع بتقول: "ازيك يا تشامر يا أوحي"
الشاتينج تحديدا عن باقي أشكال الإنترنت قادر على أن يجعلك تعيش في عالم من الخيال الوهمي دون أن تشعر، تلك الحركات والسمايلز والفلاشات، وطريقة رد الطرف الآخر الجالس خلف الشاشة -الذي لا تراه طبعا- يخلق حولك جوا من الرومانسية.. -تعرفه بالتأكيد إذا كنت قد عشت تلك التجربة؟!- عندما تشم رائحة الورد وترى الفراشات تطير حولك وتسمع تغريد الطيور، هذا الجو الذي ينقلب فجأة إلى قبر مظلم عندما يكشف لك من تحادثه عن صورته فتقرر أن تبيع الكمبيوتر وتتبرع بوصلة الإنترنت، أو تتكشف لك حقيقته الأخلاقية أو الاجتماعية عن طريق الصدفة، فتصاب بصدمة حقيقية.
الفكرة تتلخص في أن تكون مترويا جدا حتى تطمئن لذلك الشخص أو على الأقل حتى يفصح لك عما لديه، يعني بالبلدي كده لما يجيب هو آخره ويقول لك على كل حاجة تخصه وتقدر تستدل من كلامه على صدقه، وحتى نكون صرحاء فهذا أيضا أمر صعب ويتطلب منك حكمة وذكاء وصبرا.. لكن عموما فيه افتكاسة ممكن تقدر نوعا ما تعرف بيها.. عن طريق الـ"profiles"..
في الخطوة دي مطلوب من سعادتك قراءة الكلام اللي كاتبه الشخص عن نفسه سواء في مواقع التعارف أو الجروب أو المدونات أو الشائعة بالبلوجز كويس، ساعات كتير الكلام ده بيعبر عن صاحبه بشكل واقعي، حلله.. وابحث عنه، قد تجده جزءا من قصيدة شعرية، أو كلمة لأحد الزعماء، أو أي شيء آخر قد يلفت انتباهك.
ورغم كل هذا، فليس هناك طريقة أو أسلوب محكم يدلك بنسبة 100% عن ماهية الشخص الذي يحادثك فأنت تتعامل مع عالم من المجاهيل وعلامات الاستفهام، ومادمت قد وافقت على أن تدخل غمار تلك التجربة فلتتحملها بكل سلبياتها ومفاجآتها السيئة، فـ"تامر" مازال يعاني من صدمة عصبية مزمنة بعد أن استجابت "يارا" لرغبته وكلمته في التليفون لتقول له: (ازيك يا تشامر يا أوحي).. أكيد كده عرفت مين "فوزية".
طيب فرضنا أن هناك تجاوبا كبيرا قد حدث بين الطرفين واستطعت أن تحمي نفسك حتى تأكدت تماما أن الشخص الذي أمامك يستحق فعلا أن ترتبط به، ووصلت إلى المرحلة التي يجب أن تراه فيها.. فماذا تفعل؟
شوف يا سيدي/سيدتي..
جهز/جهزي نفسك لأي بوووووم..!!
مافيش داعي خالص خالص تتخيل شكل ولون وصوت الشخص اللي هتقابله أخيرا بعد شهور إنترنتية عرفت فيها طعم العذاب، لا تفكر مطلقا بهذا الشكل ولكن فكر في كيفية التخلص من الموقف إذا طلعت البطيخة قرعة، فـ"أحمد" الذي يسكن في إحدى المدن الإقليمية جاء إلى القاهرة على وجه السرعة عندما سمحت له "أروى" بمقابلة سريعة بجوار نادي الشمس، ولأنه كان داهية بحق فقد حدد معها لون الملابس التي سيرتديها وطلب منها أن تقول له شكل ما ستلبسه حتى يستطيع أن يتعرف عليها، لكنه غير الاتفاق ولبس ملابس أخرى كي يعرفها هو ولا تعرفه فيستطيع التخلص منها لو لم تعجبه.. ولكنه بعد بحث طويل لم يجدها، وعندما عاد بلده والتقى بها على الإنترنت، سألته عن عدم مجيئه؟ وكانت المفاجأة، أنها أيضا أتت بملابس مختلفة لنفس السبب، وعموما هما أفضل من "حاتم" الذي قضى "ويك إندو" –حلوة إندو دي- ما بين الزنانيري وقلعة الكبش مع صديقته "زكية منطق".
اختاري مكانا عاما..
الكلام هنا موجه طبعا للبنات، فلازم المكان اللي هيتقابلوا فيه يكون عام ومفتوح وفي النهار، ولا داعي للكافيهات، والجو الليلي اللي بينتهي عادة بصوت الكلب وهو بيعوي زي الأفلام الأبيض وإسود بتاعة "فاتن حمامة"!!
اصطحبي معك صديقة أو اثنتين..
قومي بدعوة صديقة مقربة منك أو اثنتين ليكونا بجوارك ليكسرا حدة المقابلة الأولى والأهم من ذلك حتى لا تكونا بمفردكما.
أبلغي أحدا بكل تفاصيل المقابلة قبل أن تذهبي..
قد يلاحظ أن أكثر الكلام أصبح موجها إلى البنات لكنه أمر حتمي، فهن أكثر تضررا من تلك التجارب -السيئة- لكن ما علينا، مهم جدا أن تبلغي أحد أصدقائك أو إخوتك أو من تأمنيهم على سرك بكل تفاصيل المقابلة.. مكانها ووقتها.. واسم الشخص الذي ستقابلينه، وغيرها من معلومات، وضعي له حدا أقصى من الوقت يقوم بعدها باتخاذ التدابير اللازمة كالسؤال عنك أو الذهاب إليك أو إبلاغ أسرتك.
إذا تسلحت بكل هذه النقاط وتمت المقابلة على خير، فضع في ذهنك.. أن كل شيء قابل للرفض أو الموافقة، فليس شرطا أن يستلطفك الطرف الآخر أو العكس..
كده الحدوتة خلصت، وأصبح الأمر في إيديك فإما أن تقتنع فعلا بأن الإنترنت لا وسيط ولا وسيلة ولا أي حاجة، أو تصر على خوض التجربة رغم ما فيها من مخاطر وأهوال وإنت ونصيبك!!
هل لسه عندك استعداد إنك ترتبط وتتجوز -وكذلك البنات- في حين إنك ممكن تكتشف أن الطرف التاني أصلا من نفس نوعك.. يعني لا "يارا" ولا "فوزية".. إنما "زينهم"؟!
ولسه مصرّ إن النت والشاشة والجمل القصيرة والسمايليز تغني عن التواصل اللي بيحصل بين الناس الحقيقيين.. الكلام، والسلام، والنظرة، والابتسامة، والصوت، وحتى كمان الروايح؟!! مين "روايح" دي؟!
لسه برضه قاعد تشيت مع "يارا" اللي هي "زينهم"..
ومش بعت لنا رأيك؟!