[color:f05b=#ff0000:f05b]
أصنـاف الجن
يقول صلى الله عليه وسلم ( الجن ثلاثة أصناف : فصنف لهم أجنحة يطيرون بها في الهواء ، وصنف حيات وكلاب ، وصنف يحلون ويظعنون ) الحديث أخرجه ابن حبان والحاكم وأورده السيوطي في الجامع الصغير رقم 365.
ومن هذه الأصناف الثلاثة الجن الصالح والشيطان والمارد والمريد والعفريت ، يقول تعالى: في سورة الصافات :} وَحِفْظاً مّن كُلّ شَيْطَانٍ مّارِد { ، وفي سورة الحج: } وَمِنَ النّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتّبِعُ كُلّ شَيْطَانٍ مّرِيدٍ{، وفي سورة النمل: } قَالَ عِفْرِيتٌ مّن الْجِنّ أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مّقَامِكَ وَإِنّي عَلَيْهِ لَقَوِيّ أَمِينٌ {، ومنهم الطيار كما ورد في الحديث ، ومنهم الغواص كما قال الله تعالى في سورة ص : } وَالشّيَاطِينَ كُلّ بَنّآءٍ وَغَوّاصٍ {" . ومن الجن من دينه الإسلام ومنهم الكافر اليهودي والنصراني والمجوسي وباقي الديانات الأخرى يقول تعالى في سورة الجن : }وَأَنّا مِنّا الصّالِحُونَ وَمِنّا دُونَ ذَلِكَ كُنّا طَرَآئِقَ قِدَداً{ ويقول:} وَأَنّا مِنّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرّوْاْ رَشَداً{ ، فمنهم العاقل الذكي ومنهم المغفل الغبي ، يقول تعالى :} وَمَا مِن دَآبّةٍ فِي الأرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مّا فَرّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمّ إِلَىَ رَبّهِمْ يُحْشَرُونَ {[الأنعام: 38]
الجن الطيار هو نوع من أنواع الجن يطير في الهواء كما تطير الطير في السـماء يقطع المسافات بسرعة عالية والبعض يسميه الريحاني نسبة للريح ، وهذا النوع من الجن إذا تلبس الإنسي تجده لا يثبت في الجسد أحيانا وله خفة في الحركة وهو في الغالب شرس الطبع ومع ذلك تجده يهرب من جسد المصاب إذا شعر بالخطر ما لم يكون مربوطا بسحر أو عين ، وهنا تكمن الصعوبة في التعامل مع هذا النوع ، لذلك تجد بعض الرقاة يربط أصابع المصاب الأربعة والبعض يربط الأصابع العشرة بغية حبس الجني وعدم تمكينه من الهرب ، ولعل هذه الطريقة أخذت من كتاب لقط المرجان في أحكام الجان لسيوطي نقلا عن كتاب " العرائس " لابن الجوزي أن بعض طلبة العلم سافر فرافق شخصا في الطريق ، فلما كان قريبا من المدينة التي قصدها قال له: صار لي عليك حق وزمام ، أنا رجل من الجان ولي إليك حاجة . قال : ما هي ؟
قال : إذا أتيت بمكان كذا فإنك تجد فيه دجاجا بينهن ديك أبيض، فاسأل عن صاحبه ، واشتره واذبحه. قلت: يا أخي ، وأنا أيضا أسألك حاجة . قال: ما هي؟ قال : إذا كان الشيطان مارداً لا تعمل فيه العزائم وألح بالآدمي ، ما دواؤه ؟.
قال : يؤخذ له وتر جلد يحمور ، فيشد به إبهاما المصاب من يديه شدا وثيقا ، ويؤخذ من دهن السذاب البري ، فيقطر في أنفه : الأيمن أربعا ، والأيسر ثلاثا ، فإن السالك له يموت ولا يعود إليه أحد بعده .
قال : فلما دخلت المدينة، أتيت إلى ذلك المكان فوجدت الديك لعجوز، فسألتها بيعه فأبت ، فاشتريته بأضعاف ثمنه ، فلما اشتريته تمثل لي من بعيد ، وقال بالإشارة اذبحه . فذبحته ، فخرج غد ذلك اليوم رجال ونساء يضربن في الدف ، ويقولون لي : يا ساحر . قلت : لست بساحر . فقالوا : إنك منذ ذبحت الديك أصيبت شابة عندنا بجني .
فطلبت منهم وتراً من جلد يحمور، ودهن السذاب البري ، فلما فعلت به ذلك، صاح وقال : إنما علمتك على نفسي ، ثم قطرت في أنفه الدهن ، فخر ميتا من ساعته، وشفى الله تعالى تلك المرأة ولم يعاودها بعده شيطان .
وعلى العموم هذه الطريقة صحيحة ومجربة ولكن ليس مع جميع أنواع الجن فالمردة والعفاريت قد يخرجون من منافذ غير الإبهامات ، وربما خرج من عين المصاب أو بطنه أو أذنه فيتلف العضو خلال خروجه ، فنيبغي عدم العمل بهذه الطريقة ويمكن حبس الجني بقراءة قوله تعالى : } وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ{[ يس:9] ، على المصاب بنية حبس الجني فلا يستطيع الهرب بإذن الله تعالى .
الحكمة في التعامل مع الجن والشياطين:
يقول الحكماء: " إن آفة القوة استضعاف الخصم " ، ويقولون: " النظر في العواقب نجاة " ، ويقولون: " لا تقع بالعدو قبل القُدْرة " . يقول ابن القيم : وللشجاعة حد، متى جاوزته صار تهوراً ، ومتى نقصت عنه صار جبناً وخوراً ، وحدُها الإقدام في موضع الإقدام والإحجام في موضع الإحجام ، كما قال معاوية لعمر بن العاص : أعياني أن أعرف أشجاعاً أنت أم جباناً ، تُقدِم حتى أقول مِن أشجع الناس ، وتجبن حتى أقول من أجبن الناس ، فقال:
شجاع إذا أمكنتني فرصةٌ *** فإن لم تكن لي فرصة فجبان
ويقول الشاعر :
فـلا تحقرن عــدوا رماك *** وإنْ كان في ساعديه قِصرْ
فإن السيوف تحز الرقاب *** وتعجــز عما تنـــال الإبــرْ
ويقول ابن القيم في الطب النبوي : الطبيب الحاذق يراعي في علاجه عشرين أمرا منها :
قوة المريض وهل هي مقاومة للمرض ، أم أضعف منه ؟ فان كانت مقاومة للمرض ، مستظهرة عليه ، تركها والمرض ، ولم يحرك بالدواء ساكنا .
ومنها ألا يكون كل قصده إزالة تلك العلة فقط ، بل إزالتها على وجه يأمن معه حدوث علة أصعب منها ، فمتى كانت إزالتها لا يأمن معها حدوث علة اخرى أصعب منها ، ابقاها على حالها ، وتلطيفها هو الواجب.
ومنها أن ينظر في العلة ، هل هي مما يمكن علاجها أم لا ؟ فان لم يمكن علاجها ، حفظ صناعته وحرمته ، ولا يحمله الطمع على علاج لا يفيد شيئا ، وإن أمكن علاجها ، نظر هل يمكن زوالها أم لا ؟ فان علم أنه لا يمكن زوالها ، نظر هل يمكن تخفيفها وتقليلها أم لا ؟ فان لم يمكن تقليلها ، ورأى أن غاية الإمكان إيقافها وقطع زيادتها ، قصد بالعلاج ذلك
و ملاك أمر الطبيب أن يجعل علاجه وتدبيره دائرا على ستة أركان : حفظ الصحة الموجودة ، ورد الصحة المفقودة بحسب الإمكان ، وإزالة العلة أو تقليلها بحسب الإمكان ، واحتمال ادنى المفسدتين لإزالة أعظمهما ، وتفويت أدنى المصلحتين لتحصيل أعظمهما ، فعلى هذه الأصول الستة مدار العلاج. أ.هـ.
ولا يوجد فيما أعلم أن هناك قاعدة ثابتة في التعامل مع الجن ، حيث أن الجن لا يختلفون كثيراً عن الإنس من ناحية العقل والتميز والتكليف ، فمنهم الكبير ومنهم الصغير ، ومنهم العاقل ومنهم الغبي الأحمق ، ومنهم الذكر ومنهم الأنثى ، ومنهم لين القلب ومنهم الجبار العنيد ، ومنهم القوي ومنهم الضعيف ، ومنهم المسلم العاصي ومنهم الكافر والملحد ، ومنهم المعلن عن نفسه ومنهم المسر ، ومنهم من يحضر ويتكلم ويحاور ويجادل ومنهم من لا يقبل الحوار ولا النقاش بل منهم من لا يتكلم البتة ، ومنهم من يمْكِنَهُ الحضور ( حضوراً كاملا ) على جسد الممسوس ويشتم ويعارك ويسافر ويأكل ويشرب … الخ ، ومنهم من اقترن بسبب الحسد ومنهم من اقترن بسبب السحر ومنهم من اقترن بسبب العشق ، ومنهم من يتأثر من العزائم والرقى ومنهم لا يتأثر تأثرا بينا في البداية ، ومنهم من يتأثر بالأعشاب والأبخرة ومنهم من لا يتأثر منها كثيراً .
يقول شيخ الإسلام ابن تيميه فأحوالهم ( أي الجن ) شبيهة بأحوال الإنس ولكن الإنس أعقل وأصدق وأعدل وأوفى بالعهد ، والجن أجهل وأكذب وأظلم وأغدر .
وبما أن الجن لا يمكن رؤيتهم فيكون من الصعب الكشف عن شخصية الجان الصارع ، وحتى تتجلى للراقي هذه الشخصية فإنه يحتاج إلى عدة جلسات مع ملاحظة دقيقة لحركات وألفاظ الجان ، فإذا ما تجلت شخصية الجان للراقي سهل التعامل معه وذلك من خلال التعرف على نقاط ضعفه .
وعند التعامل مع الشياطين المتفلتة ينبغي على الراقي قبل أن يقدم على محاربة الشيطان المتحصن في جسد المريض أن يتعرف على حالة المريض النفسية والبدنية والدينية والأسرية والإجتماعية ومدى تحمله لتبعات القراءة والعلاج بالأعشاب والمداومة عليها.
فإن لم يكن بالمستطاع قهر الجان المتفلت وإخراجه صاغراً وكان بالإمكان مصانعته واستدراجه بالتي هي أحسن حتى يخرج من جسد المريض فذلك أولى من استثارته ، وليترك أمره وعقوبته لله فإن الله سبحانه وتعالى يقول :} ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار{ ، يقول الشاعر:
وقارب إذا لم تكن لك حيلة***وصمم إذا أيقنت أنك عاقره
أما ما يفعله بعض الرقاة في هذه الأيام من إبراز العضلات وتحدي الشياطين مع كل الحالات ، دونما مراعاة لما يترتب عليه هذا الفعل من آثار سيئة على بعض المرضى فإنه فعل خاطئ ينبغي التنبيه عليه ، فإن الشياطين لهم عقول ولهم إدراك وإحساس ، وهم أكثر عناداً من بني آدم ، ولهم ردود فعل عندما يستثارون ربما أودت بحياة المريض وما دون الموت من العذاب فهو أحرى ، وأنصح الراقي عند تعامله مع الشياطين المتفلته بأن يختم رقيته بآيات وأدعية تشعر الجان الصارع بأنك لا تتحداه ولا تهدده ، ولا تظهر له العجز أو تشعره بأنك تهابه ، يقول أحد الحكماء: أشعروا قلوبكم الجرأة فإنها سبب الظفر ، وأكثروا من ذكر الضغائن فإنها تبعث على الإقدام .
في بعض الحالات التي تحضر عليها الشياطين المتفلته أنصح الراقي بأن لا يتصل بالمريض ولا يتابع حالته بعد الرقية خصوصا إذا كانت فترة الجلسات متباعدة ، حتى لا يتفلت الشيطان على المريض ليغيظ الراقي .
وينبغي على المعالج أن يتعامل مع كل حالة مس على حسب حال المريض ونوع الجان وسبب التلبس ، فإن التحدي واستثارة الجني الصارع بآيات العذاب أو بالأعشاب والكهرباء وغيرها من أساليب التعذيب يعرض المريض إلى أخطار عظيمة، فإن الشيطان لن يتردد في الفتك أو التفلت والانتقام من المريض ، فمن المحتمل أن يؤذيه ببعض الأضرار التالية :
ï السهر وعدم القدرة على النوم لأيام .
ï التسلط عليه في منامه بالأحلام المزعجة .
ï الصداع الشديد .
ï الوسوسة الشديدة التي سرعان ما تتحول إلى صداع وضيق وحزن وكئابة .
ï التسلط عليه بالآلام الموجعة أو بضيق النفس .
ï الوسوسة له بالانتحار ، أو التسبب في قتله .
ï منع المريض من الأكل ( يجعله لا يشتهي الأكل ) .
ï يعري المريض من ثيابه أمام المحارم وغير المحارم .
ï منع المريض من الذهاب إلى العمل أو المدرسة ومنعه من القيام بواجباته اليومية.
ï تعريض المريض للحوادث والمواقف المحرجة .
ï صرف المريض عن الرقية .
وهذا لا يعني أن يحبهم أو يركن لهم ويطيعهم في كل أمر ، بل يتعامل معهم على حسب الحال ، ويكون الراقي مع الشياطين بين الشدة واللين . يقول أبي الحسن الماوردي في كتابه أدب الدنيا والدين : وينبغي أن لا يكون بتأليف الأعداء لهم راكنا، وبهم واثقا ، بل يكون منهم على حذر ، ومن مكرهم على تحرز، فإن العداوة إذا استحكمت في الطباع صارت طبعا لا يستحيل ، وجبلة لا تزول ، وإنما يستكفي بالتأليف إظهارها ، ويستدفع به أضرارها . كالنار يستدفع بالماء إحراقها، ويستفاد به في إنضاجها ، وإن كانت محرقة بطبع لا يزول ، وجوهر لا يتغير . يقول الشاعر :
إذا عجزت عن العدو فــداره *** وامْزحْ لــــه إن المِزَاحَ وِفاقُ
فالنارُ بالماء الذي هو ضدها *** تُعْطِي النضاج وطبعها الإحراقُ
يقول رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الْحَرْبُ خَدْعَةٌ . رواه الشيخان ، ويقول الله سبحانه وتعالى:} لاّ يَتّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاّ أَن تَتّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذّرْكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَىَ اللّهِ الْمَصِيرُ{ [آل عمران:28] . يقول إبن كثير في تفسيره لهذه الآية : نهى تبارك وتعالى عباده المؤمنين أن يوالوا الكافرين وأن يتخذوهم أولياء يسرون إليهم بالمودة من دون المؤمنين ثم توعد على ذلك فقال تعالى: } وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْء { أي ومن يرتكب نهي الله في هذا فقد برىء من الله كما قال تعالى : }يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتّخِذُواْ عَدُوّي وَعَدُوّكُمْ أَوْلِيَآءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدّةِ وَقَدْ كَفَرُواْ بِمَا جَآءَكُمْ مّنَ الْحَقّ يُخْرِجُونَ الرّسُولَ وَإِيّاكُمْ أَن تُؤْمِنُواْ بِاللّهِ رَبّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَآءَ مَرْضَاتِي تُسِرّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدّةِ وَأَنَاْ أَعْلَمُ بِمَآ أَخْفَيْتُمْ وَمَآ أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلّ سَوَآءَ السّبِيلِ{ وقال تعالى: }يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ للّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مّبِيناً{ وقال تعالى :} يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنّصَارَىَ أَوْلِيَآءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلّهُمْ مّنكُمْ فَإِنّهُ مِنْهُمْ إِنّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ { . وقال سبحانه وتعالى بعد ذكر موالاة المؤمنين من المهاجرين والأنصار والأعراب: }وَالّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ إِلاّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ{ وقوله تعالى:} إِلاّ أَن تَتّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً { أي من خاف في بعض البلدان والأوقات من شرهم فله أن يتقيهم بظاهره لا بباطنه ونيته كما ذكر البخاري عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أنه قال إِنَّا لَنَكْشِرُ فِي وُجُوهِ أَقْوَامٍ وَإِنَّ قُلُوبَنَا لَتَلْعَنُهُمْ .
وقال الثوري: قال ابن عباس: ليس التَّقِيَّة بالعمل إنما التَّقِيَّة باللسان وكذا رواه العوفي عن ابن عباس إنما التقية باللسان وكذا قال أبو العالية وأبو الشعثاء والضحاك والربيع بن أنس ويؤيد ما قالوه قول الله تعالى: } مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ{ وقال البخاري: قال الحسن التقية إلى يوم القيامة ، ثم قال تعالى:}وَيُحَذّرْكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ { أي يحذركم نقمته في مخالفته وسطوته وعذابه لمن والى أعداءه وعادى أولياءه. ثم قال تعالى: } وَإِلَىَ اللّهِ الْمَصِيرُ{ أي إليه المرجع والمنقلب ليجازي كل عامل بعمله أ.هـ.
--------------------
حاول ان تساعد بقدر ما اوتيت من قوة فربما من تساعده اليوم يساعدك غدا
لا تقرأ وترحل شارك ولو بكلمة شكر حاول وستجدها سهلة