كاذبةٌ تلك التي تغوص في أوهام الأنا المتعجرفة وتدعي بسبب نرجسيتها الحمقاء أنها لا تحتاج رجلاً في حياتها..أو صدرا ترمي بنفسها في غاباته لتتوه تيهاً ألذ وأشهى من أي جولة في طبيعة هذه الأرض القاسية.
في أثناء إبحاري في عباب الذكريات وحدي..جاءتني صديقتي التي تكبرني بعشرة أعوام أو اكثر بقليل وطلبت" هدية غير شكل" ، استغربتُ منها كثيرا وبالأخص لاقتحامها قصر شرودي فجأة..وإذ بها تزف لي خبر ترقيتها بإحدى الشركات،وكم كانت سعيدة والفرح كالظبي يقفز من عينيها ..وبعد حديث مطول ، ذهبنا لشراء تلك الهدية ..وإذ بها توقف السيارة بعصبية شديدة على هامش الطريق، لترقب قلبين صغيرين لا يتعديان سن المراهقة وقد كانا يتبادلان القبل الحارة، فأخذت تزمجر وتلقي بالشتائم وكأنما رأت شيطانا أمامها..أو أحدا كان قد قرصها من..........
ثم أخذت تصرخ وتقول.." تبا بماذا يفيدها هذا الأبله؟ تبا ما هذه الحماقة؟"
فرمقتها بنظرة غضب كادت تشعل رأسها شيبا من الهلع وسألتها بمرارة:" أحقا حماقة؟..مَن منا يا صديقتي لا تحتاج قبلة تسقي الورد المزروع على شفتيها؟
ولكم صرخت وادعت أن النجاح والعمل والتفوق العلمي هو أساس الحياة ولا حاجة لحواء بهذا الكائن القاسي كي يلعب بأوراق حياتها أو الاستيلاء على سريرها الصغير.
أوحقاً يظن البعض منكن عزيزاتي أن الرجل فقط هو ذاك الثور الهائج على السرير؟ أو ذاك المحتل الجائر الذي يريد فرض سيطرته بأي شكل..وفقط لإرضاء أناه المغرورة؟ أو أنه تلك الخزنة المليئة ببعض الشواقل؟وان لا حاجة لبوصلة حنانه في صحراء حياتنا كإناث؟
كاذبة..كاذبة..كاذبة تلك التي تدعي أنها لا تحتاج رجلا في أزقة الحياة الغاشمة..فحواء مهما ظهر لها عضلات في جسد شخصيتها القوية ، تبقى مخلوقا حساسا جدا يحتاج رعاية مكثفة ، ومن أبرع من الرجل في تنفيذ مهمة ذاك الطبيب الصعبة.
ليس سراً أن كل الرجال أطفال كما عرّفنا عليهم نزار قباني مرة بعد تجربةٍ دامت سنينا في أحضان النساء ، لكن السر الذي ترفض أن تصدقه بعض النساء أن المرأة هي تلك الوردة الندية التي يسقيها ذاك الطفل وبكل براعة وبراءة.
كم جميلٌ أن تحقق المرأة ذاتها وتصل إلى افرست أحلامها في الحياة، لكن الأجمل أن تجد من يتسامر معها ليلاً في افرست تلك، أن يداعبها، ويهاجمها حتى بكل أنواع المتعة أو القسوة في آنٍ واحد، ولا يتركها لشيطان الوحدة القاتل وان تجده يشاركها ذاك الحلم الجميل والذي بدوره سيحفزها لبلوغ افرست أخرى وأخرى، وان يطبع قبلةً سحرية على ثغرها في الصباح والمساء ، وأن يخطف الهم من قلبها متى تشاء أو لا تشاء، وان يسقي زرع حديقتها الغناء كل ليلة ، ويلبسها عباءة الطفلة المدللة احيانا وقميص النوم في أحيان ..ويساندها ويدعمها أمام عواصف الحياة الهوجاء، وكما قيل وراء كل رجل عظيم امرأة، فإن وراء كل امرأة عظيمة رجل .
لذلك كاذبة ثم كاذبة ثم كاذبة تلك التي تدعي أنها لا تحتاج رجلا في حياتها، ولكن يبقى أن تعرف حواء مَن من الرجال هو رجل حقاً..ومن هو شبه الرجل؟