الروش مشرف
الجنس :
عدد الرسائل : 906 العمر : 31 الدوله : مزاجى : نقاط : 6068 تاريخ التسجيل : 03/10/2007
| موضوع: "دبي ، الأبراج ، الخليج ، الأموال ، زمن العبيد ، وأبو ت نوفمبر 1st 2007, 10:27 am | |
| :tongue: "دبي ، الأبراج ، الخليج ، الأموال ، زمن العبيد ، وأبو تمام " منذ عدة أيام كنت أشاهد أحد البرامجوكان البرنامج عبارة عن لقاء مع حاكم دبيكانوا يتحدثون عن دبي والتقدم العمراني والاقتصادي الكبير و...في الحقيقة لقد انبهرت بالمدينة للغايةما رأيته كان أشبه بمدينة من القرن القادمأو شئ لا يمكن أن تراه في عالمنا العربي على الأقللكن مع هذا الإنبهار الكبير كان هناك شعور آخرلقد شعرت أن هناك الكثير والكثير من الترفهناك ترف لا يمكن أن يفسر الا أنه ترفذكرني ما رأيت بقوله تعالى " وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين " الجمال ولكمال ليسا عيبا والغنى ليس عيبا كذلك لكن هناك حلقة مفقودة بين هذا وبين ما رأيت *** إن الناظر في أحوال بلادنا يجد الكثير والكثير من التناقضات ولعل أكثر هذه التناقضات وضوحا وبروزا خاصة في الفترة المتأخرة هو الفارق الضخم الذي لا يتوقف عن الإتساع بين الأغنياء والفقراء ترف وسفه في ناحية وفقر قد يصل للموت في ناحية أخرى تجد هذا في داخل البلد الواحد وتجده أكثر على مسوى الأمة مجتمعة وأنا في الحقيقة لا أومن بهذه الحدود المصطنعة وينبغي أن نكون جميعا كذلك ينبغي ألا ننسي أن هذه الحدود عمرها قصير للغاية وأن من وضع هذه الحدود هو المحتل إذا تأملت هذه الحدود ستجدها حدود مستقيمة في غالب الأحيان كأنما قيست بالمسطرة وأريدك أن تتخيل معي هذا المشهد يوم أن جلسوا على هذه المائدة وأخذوا يرسمون هذه الحدود الدولة الفلانية إلى المنطقة الفلانية ودولة كذا تنتهي حدودها عند كذا وهكذا ويا لها من مهانة لكن هذه هي ضريبة التخلف لكنهم في كل الأحوال لم يكونوا يلعبون هناك الكثير من المشاكل الحدودية بين الدول العربية من آثار هذا التقسيم وهذا بالتأكيد لم يأت على سبيل المصادفة *** من أهم الآثار المترتبة على هذا التقسيم هو التفاوت الكبير في تقسيم الثروات فأنت تشعر أن بلادنا قد خلقها الله لتكون جسدا واحدا وأمة عظيمة تجد هنا ثروة بشرية وهنا ثروة معدنية وهناك أراضي خصبة وهكذا أما الان فلا يحتاج الأمر الى كثير بيان والأمر يغني وضوحه عن توضيحه والحديث ذو شجون ماذا أقول عندما ينام الأخ يعاني من التخمة وهو يعلم أن له أخ ما ذاق طعام منذ أيام ماذا أقول وقد رضي أن ينام قرير العين وأخوه لا يستطيع أن يغمض جفنه من الرعب ماذا أقول وهو يسبح في في أنهار النعيم وأخوه في ذل ومهانة القيد من إخوان القردة يبني الأبراج وناطحات السجاب وأخوه يبيت في كوخ لا يأمن أن يهدم على رأسه ليلا لا أعلم كيف يستطيع هذا أن يتنعم أويشعر يالسعادة وهو يعلم أن له أخوات في سجون الغدر اه من الظلم وألف اه من الخيانة ولا أعلم لها تسمية أخرى لقد خنت حقي فيك عندما تخليت عني وأغمضت عينيك وأنت تراني أعذب أو حتى لم تغمضها ووالله لن أترك حقي بين يدي الله**وهنا أتذكر ما أورده أبو تمام في ديوان الحماسةلو كنت من مازن لم تستبح إبليبنو اللقيطة من ذهل بن شيبانإذا لقان بنصري معشر خشنعند الحفيظة ان ذو لوثة لانقوم إذا الشر أبدى ناجذيه لهمطاروا إليه زرافات ووحدانالا يسألون أخاهم حين يندبهمفي النايبات على ما قال برهانالكن قومي وإن كانوا ذوي عددليسوا من الشر في شئ وإن هانيرجون من ظلم أهل الظلم مغفرةومن إساءة أهل السوء إحسانافليت لي بهم قوم إذا ركبواشدوا الإغارة فرسانا وركبانا****المال بين الأرباب والعبيدفي ظل هذا التفاوت الرهيب لم يجد هذا الفقير والذي يريد أن يحيا حياة كريمة بد من السفروفي الحقيقة فهو لن يذهب بعيداإنهم أشقائهأبناء عمومتهلولا هذه الحدود المصطنعة لكان بلدا واحداولكان له نصيبا في هذه الثرواتثم هو لم يذهب ليتسولهم يحتاجون إلى الأيدي العاملة وهو يحتاج إلى الأمواللكن غلبانليت هذا كان هو الميزانوكأن القوم يفتقدون زمن العبيدويريدون عودته من جديدووالله لقد سمعت وقرأت ما لم أكن أتخيله إلا في الأزمان الغابرة (1) وما لا أرضى أن يعامل غير المسلم به رق واستعباد إذلال وامتهان وشتان شتان أجدادهم خرجوا وجادوا بأرواحهم الزكية سقوا الأرض من دمائهم الطاهرة حتى ارتوت تركوا الديار وساحوا في البلاد لينشروا دين الله بين العباد فعلوا ما فعلوا بنفس راضية فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً كان الأجداد والله هم السادة ذاقوا العز وكانت لهم الريادة أما الأحفاد فقد قعدوا حتى كبرت البطون وامتلأت من النوم العيون ثم ها هم في البنيان يتطاولون ركنوا إلى الحياة وزخرفها وزين لهم الشيطان أعمالهم إلا من رُحم ثم هم كالجحيم على إخوانهم يستغلون حاجة هؤلاء فيمتهنون كرامتهم ويعاملونهم معاملة العبيد ثم هم على الأعداء بردا وسلاما وانقلبت الآية أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين وإنا لله وإنا إليه راجعون ***والله ما الله بظالمولا يرضى لعباده الظلموإن ما يفعله الشقيق بشقيقه اليوم لهو الظلم بعينهفيا ليت قومي يعلمونإن هذه الأيام دولولن يبقى عزيز في عزه أبد الدهرولن يبقى الذليل كذلك في ذلهفاعلم أيها المنانأنك كما تدين تدان---------- (1) قال أحدهم إن ثمن المصري عندنا كثمن الثلاجة على أي شئ يغضبون ولن أعدد ما سمعت وقرأت فليس هذا هو المقام وليس هذا هو الغرض | |
|